فالنبي صلى الله عليه وآله متفرع من نور العظمة الإلهي! والحقيقة المحمدية هي النقطة الأولى في بدو قوس النزول في الوجود، وهي منتهى قوس الصعود في الوجود! وبه يتضح أن الحقيقة الحسينية عين الحقيقة المحمدية!
وهنا يصل العالم المفكر السني من هذا الحديث الشريف إلى أصل النور وفروعه: الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم.. (سورة النور: 35).
وما دام الأمر كذلك، فإن الجراحات التي أصابت بدن الحسين يوم عاشوراء قد وقعت على شخص رسول الله صلى الله عليه وآله، وما يقع على النبي يقع على نور عظمة الله تعالى! إن المصيبة التي أصيبها الإسلام بالحسين عليه السلام هي المصيبة التي ثقلت في السماوات والأرض! المصيبة التي تهدمت بها أركان الهدى، وأثرت على كل الوجود!
لو أن علماء المذاهب السنية تأملوا في كلامنا بعين الإنصاف وتابعوا هذا الباب الذي يفتحه لهم حديث: حسين مني وأنا من حسين، لعظموا يوم عاشوراء، ولخرجوا فيه حفاة حاسري الرؤوس دامعي العيون، وأوصوا جميع المسلمين أن يقيموا مراسم العزاء ليوم عاشوراء، تفوق مراسم كل الحوادث والمناسبات الأخرى!
أرجو أن يقرؤوا هذا الرواية، ثم يقرؤوا كلام ابن حجر العسقلاني، وابن حجر الهيتمي، وجلال الدين السيوطي، وغيرهم من علماء السنة، حيث رووا كلهم ما حدث في يوم عاشوراء قالوا: لما قتل الحسين بن علي رضي الله