تضلع في العلوم النقلية. وكلامي فقط مع هؤلاء الذين لا يقاس الواحد منهم بملايين المقلدة. توجد رواية نصها: حسين مني، وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا. في هذه الرواية جهتان للبحث: بحث سندي، ودلالي.
أما البحث السندي فنتعرض له هنا، مع أنه ينبغي للمحققين منهم أن يلتفتوا إلى أننا لا نحتاج إلى أصالة السند في مثل هذا النص، بناء على مبنانا الذي نؤكد عليه، من أن قوة المتن قد تكون دليلا على صحة السند، وأنه يستحيل أن يصدر هذا الكلام من غير المعصوم عليه السلام.
لقد روى الحديث من علمائهم وأئمة محدثيهم: صاحب الإستيعاب، وابن الأثير، وأحمد بن حنبل، والترمذي، وابن ماجة، والحاكم، والبخاري في الأدب المفرد، والطبراني، وابن شيبة، وآخرون من أعيان علمائهم. وهذا نصه من الأدب المفرد للبخاري ص 85: (364 - حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عن يعلى بن مرة أنه قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ودعينا إلى طعام، فإذا حسين يلعب في الطريق، فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم، ثم بسط يديه فجعل الغلام يفر ههنا وههنا، ويضاحكه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذه، فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى في رأسه، ثم اعتنقه، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، الحسين سبط من الأسباط). انتهى. (5) وقد صححه عدد من علمائهم، ومنهم الذهبي كبير النقاد عندهم، مع أنه حريص ما استطاع على تضعيف أحاديث فضائل أهل البيت عليهم السلام.
أما فقه هذا الحديث فهو عميق، لكنا نذكر منه نقاطا، ويمكن لأهل البحث والتحقيق أن يتوسعوا فيها، وندعو مفكري السنة لأن يهتموا بدرايته، ولا يقتصروا على روايته كما هو ديدنهم.