عنهما كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هي! أي ظننا أنها القيامة! (6) فالمصيبة التي هزت الملأ الأعلى، وأحدثت فيه هذا الحزن والغضب، ماذا يجب أن تؤثر فينا في هذا العالم؟!
حسين مني.. هذه هي الجملة الأولى، والجملة الثانية: وأنا من حسين..
ولا يتسع المقام لشرحها.
أما الجملة الثالثة، فهي عالم يموج بالبلاغة النبوية والدقة: أحب الله من أحب حسينا.. والسر فيها أنها جملة خبرية، وإنشائية تتضمن معنى الإخبار! ومعناها أن الحسين محبوب الله تعالى إلى حد أن محبته محبة لله تعالى! فما هذه العظمة، وما السبب في حدوث هذا الانقلاب حتى صار حب الحسين حبا لله تعالى؟!
ولي خطاب أيضا معكم، فخطابكم يختلف عن خطاب السنيين..
أقول لكم كلمتين لتفكروا فيهما:
الكلمة الأولى: أن الإمام الصادق عليه السلام المعروف بأخلاقه وبشاشته، كان كما يروي صاحب كامل الزيارة عن أبي عمارة المنشد: ما ذكر الحسين عند أبي عبد الله في يوم قط فرئي أبو عبد الله متبسما في ذلك اليوم إلى الليل! وكان يقول: الحسين عبرة كل مؤمن! (7) هذه هي قضية الحسين.. وهذا هو الإمام الصادق.. صلوات الله عليهم.
والكلمة الثانية: هل رأيتم كيف يكون الفقيه؟! كان كبار العلماء إذا رأوا اتفاق ثلاثة فقهاء على الفتوى في مسألة في الفقه، أفتوا بها ثقة بعلمهم