فاقطفوا الثمار من تلك الشجرة، وأسقطوها على أولئك الأيتام!
هذه توجيهات الإمام الحسين عليه السلام ولا يتسع الوقت لتفصيل فقه الحديث. فإن فعلتم ذلك، فإن أجر من تكفل أولئك الأيتام الفكريين في زمن الغيبة وواساهم أن يقول الله له الله عز وجل: أيها العبد الكريم المواسي لأخيه أنا أولى بالكرم منك، إجعلوا له يا ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر، وضموا إليها ما يليق بها من سائر النعيم.
نعم هذا أجر الحرف الواحد للكافلين أيتام آل محمد صلى الله عليه وآله في غيبة إمامهم! وما أقل معرفتنا بعالم الجزاء وحياة الخلود؟!
يمكنكم في هذه الأيام القليلة أن تفوزوا بتجارة رابحة، فالترغيب الكثير الذي ترونه في القرآن والسنة لنشر العلم والهداية، إنما هو من أجل أن يقوم العلماء بواجبهم في التعليم، خاصة في مثل عصرنا، حتى لا يأتي بعض المخالفين والمتأثرين بهم ويعملوا لتحريف تلك العقائد المقدسة والأفكار النورانية، التي بذل السلف الصالح جهودهم وجهادهم لحراستها والمحافظة عليها وإيصالها إلى الأجيال، من زمن أوتاد الأرض الأربعة من تلاميذ الأئمة: محمد بن مسلم، وبريد بن معاوية، وليث بن البختري المرادي، وزرارة بن أعين رضوان الله عليهم (2)، وصولا إلى الذين حفظوا عقائد التشيع إلى عصرنا. فأهم واجبكم أن تحرسوا هذه العقائد لتبقى نقية سليمة كما هي. يجب أن تكون همتكم في أمرين: الأول: حفظ العقائد، والثاني: تعليم مسائل الحلال والحرام. ويجب أن تعرفوا أنه لا يمكن حفظ الإسلام إلا بحفظ التشيع.. أصلا لا يوجد دين في العالم إلا الإسلام، ولا يوجد إسلام بالمعنى الصحيح إلا في مذهب التشيع، فالدين الصحيح والإسلام الصحيح منحصر في مذهب أهل البيت عليهم السلام.