ماذا فعل أبو عبد الله.. حتى روى ابن طاووس أن أخته زينب عندما هرعت إلى مقتله وأقبل الشمر ليحز رأسه، قال لأخته: إرجعي إلى الخيمة، فأطاعته ورجعت، وسمعت وهي راجعة ضحكة أبي عبد الله الحسين عليه السلام!
هذا هو العمل الذي عمله أبو عبد الله الحسين: بذل فيك مهجته!
روحي لك الفداء يا من أعطيت روحك وأنت مبتسم، وهويت إلى الأرض وأنت تقول: بسم الله وبالله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله.
السلام عليك يا أبا عبد الله، وعلى الأرواح التي حلت بفنائك.
(يا أيتها النفس المطمئنة. إرجعي إلى ربك راضية مرضية).
* * التعليقات (1) في أمالي الطوسي ص 315، عن ابن عباس: (فلما كانت الليلة رأيت رسول الله في منامي أغبر أشعث، فذكرت له ذلك وسألته عن شأنه؟ فقال لي: ألم تعلم أني فرغت من دفن الحسين وأصحابه). انتهى.
ولا يصح للمخالف الإشكال علينا كيف يقبض الله تعالى روح الحسين عليه السلام وأصحابه بيده بدون توسيط عزرائيل، لأن شبيه هذا التكريم ورد عندهم لمن يقرأ سورة يس.. ففي كنز العمال: 1 / 569، عن أبي أمامة: من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة كان الرب الذي يتولى قبض روحه بيده، وكان بمنزله من قاتل عن أنبياء الله ورسله حتى يستشهد - ابن السني، والديلمي).
والرواية التي أوردها الأستاذ في تاريخ ابن الأثير: 1 / 582، وفي طبعة أخرى: 3 / 38، وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: 14 / 237، ورواها ابن كثير في البداية والنهاية: 8 / 218، والصالحي في سبل الهدى والرشاد: 11 / 75، وابن الدمشقي في المناقب: 2 / 298، والغزالي في الإحياء: 4 / 507، وكلها فيها: أرفعه إلى الله عز وجل، وفي بعض مصادرهم: أرفعه إلى