أن يخلقك، فوجدك لما امتحنك صابرة. (مصباح المتهجد ص 711) نعرف أنها بلغت مقامها العظيم بامتحان الله تعالى لها، لكنا لا نعرف إلا القليل عن ذلك الامتحان وكيف نجحت فيه بالصبر، وكيف حبست نفسها على مرضاة الله تعالى حتى رحلت من هذه الدنيا!
بقطع النظر عن كل ذلك، فإن كل المسلمين عرفوا أن نبيهم هو خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله، وقد أوصاهم بعترته، ولم يبق منه ذكرى بعد موته إلا ابنته الوحيدة عليها السلام! وأن هذه البنت الطاهرة لاقت من أمته من يوم وفاته، أنواعا من الظلم والأذى، حتى أوصت أن تدفن سرا، وتعمدت أن لا يعرف قبرها! أقسم بالله أن هذه مصيبة فوق تحمل الإنسان، بل فوق الوصف!
فما هو واجبنا تجاهها؟
إن واجبكم أيها الفضلاء، أنتم أهل الفكر، وبعضكم حضروا بحوث الخارج لأكثر من عشر سنوات، ووصلوا إلى حد النبوغ الفكري.. أن تطلقوا أقلامكم وألسنتكم في بيان هذه الظلامة، التي لم ير العالم مثلها، وأن تعرفوا الناس بهذه المظلومة، التي لم يعرف التاريخ مظلوما مثل زوجها، ومثلها!
اكشفوا للمسلمين ماذا حدث بمجرد أن أغمض النبي صلى الله عليه وآله عينيه، حتى وصل الأمر إلى أن توصي فاطمة عليها السلام أن تدفن ليلا وسرا؟!
إن مسلما لا يمكنه أن يغضي عن هذه الحادثة، إلا أن يكون في إيمانه خلل! فهل يمكن أن يكون مؤمنا بالنبي صلى الله عليه وآله ثم يترك قضية ظلامة ابنته الصديقة الطاهرة، ويساعد على التعتيم عليها وتضييعها؟!
إن ظلامة الزهراء عليها السلام جناية يجب أن يجعلها عوامنا محور كلامهم واهتمامهم وخواصنا محور بحثهم وحديثهم، ليبينوا للعالم ماذا حدث؟!