إليك طرفك...). (النمل: 40)!
ولكل حرف من هذه الحروف متون، وقد أعطوا متنا لسلمان الفارسي رضي الله عنه، وبهذا المتن من الحرف أحاط بكل ما يقع إلى يوم القيامة!
إن هذه الكنوز أسرار، ويجب أن تكون أسرارا، لأن من تعطى له يستطيع أن يغير قوانين الطبيعة، يستطيع بنظرة واحدة أن يوقف جريان المنظومة الشمسية، لذلك لابد أن تكون له سيطرة على إرادته بحث يعيش بالأسباب العادية، وفي الوقت الذي يقول (سلوني قبل أن تفقدوني) (2)، يستطيع أن يجلس تحت منبر شخص عادي غصب وكان يقول: (كل الناس أفقه من عمر..) (3) لمثل هؤلاء تعطى قدرة اسم الله الأعظم.. فكروا في قول أمير المؤمنين عليه السلام الذي يقف العقل عنده متحيرا مبهوتا: (فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى) (4) فإن الألفاظ قوالب المعاني، وقول الإمام قالب الحقيقة ليس فيه ذرة زيادة ولا نقصان، ولا تجدون في العالم أحدا كلامه قالب للمعنى بلا زيادة ولا نقصان إلا المعصوم عليه السلام! لأن له إحاطة بالقالب وما في القالب؟!
الشخص الذي عنده هذه القدرة، يعطونه كل أسرار تلك الحروف، والقلوب أوعية، وبقدر ظرفية الوعاء يعطى صاحبه.
تبدأ سورة البقرة ب (ا. ل. م. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلوة ومما رزقناهم ينفقون).
تأملوا في هذه الجملة (ومما رزقناهم ينفقون) التي يسأل محمد بن مسلم عنها الإمام الصادق عليه السلام، فيقول الإمام عليه السلام: (معناها: ومما علمناهم يبثون). (4)