هذا كلام فاطمة الزهراء عليها السلام التي إذا دخلت الجنة زارها آدم ومن دونه من النبيين عليهم السلام! أجابتها، ثانيا وثالثا.. إلى عشر مرات، وفي المرة العاشرة اعتذرت لها المرأة أني أثقلت عليك السؤال يا بنت رسول الله، فأجابتها ذلك الجواب المحير وقالت عليها السلام: (هاتي وسلي عما بدا لك، أرأيت من اكتري يوما أن يصعد إلى سطح بحمل ثقيل، وكراؤه مائة ألف دينار أيثقل عليه؟ فقالت: لا. فقالت: اكتريت أنا لكل مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤا، فأحرى أن لا يثقل علي!) ومثالها هذا عليها السلام لنا نحن الذين نجهل، فهي تمثل المعقول بالمحسوس!
هذا أجر تعليم حكم شرعي واحد لمن لا يعرفه..
ثم قالت عليها السلام: (سمعت أبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن علماء شيعتنا يحشرون، فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم وجدهم في إرشاد عباد الله، حتى يخلع على الواحد منهم ألف ألف خلعة من نور! ثم ينادي منادي ربنا عز وجل: أيها الكافلون لأيتام آل محمد الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمتهم، هؤلاء تلامذتكم والأيتام الذين كفلتموهم ونعشتموهم، فاخلعوا عليهم كما خلعتموهم خلع العلوم في الدنيا. فيخلعون على كل واحد من أولئك الأيتام على قدر ما أخذوا عنهم من العلوم، حتى أن فيهم لمن يخلع عليه مائة ألف خلعة. وكذلك يخلع هؤلاء الأيتام على من تعلم منهم.
ثم إن الله تعالى يقول: أعيدوا علي هؤلاء العلماء الكافلين للأيتام حتى تتموا لهم خلعهم وتضعفوها، فيتم لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا عليهم، ويضاعف لهم، وكذلك من بمرتبتهم ممن يخلع عليه على مرتبتهم.
وقالت فاطمة عليها السلام: يا أمة الله إن سلكا من تلك الخلع لأفضل مما طلعت عليه الشمس ألف ألف مرة، وما له فضل، فإنه مشوب بالتنغيص والكدر). انتهى.
فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم وجدهم...