الحسين فتقول: اللهم إني أخذته من قبر وليك وابن وليك، فاجعله لي أمنا وحرزا لما أخاف وما لا أخاف، فإنه قد يرد ما لا يخاف.
قال الحارث بن المغيرة: فأخذت كما أمرني، وقلت ما قال لي فصح جسمي، وكان لي أمانا من كل ما خفت وما لم أخف كما قال أبو عبد الله، فما رأيت مع ذلك بحمد الله مكروها ولا محذورا). (أمالي الطوسي ص 317) أما قول الإمام الصادق عليه السلام: أما الملك الذي قبضها فهو جبرئيل، وأراها النبي.. فهو إشارة إلى ذلك اليوم الذي جاء فيه جبرئيل إلى النبي صلى الله عليه وآله وأخبره فيه عن الإمام الحسين والأئمة من بعده من ذريته عليهم السلام، قال الإمام الصادق عليه السلام:
(إن جبرئيل عليه السلام نزل على محمد وما ولد الحسين بعد فقال: يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك! فقال: يا جبرئيل لا حاجة لي فيه، فخاطبه ثلاثا، ثم دعا عليا فقال له: إن جبرئيل عليه السلام يخبرني عن الله تعالى أنه يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك، قلت لا حاجة لي فيه، فقال علي: لا حاجة لي فيه يا رسول الله، فخاطب عليا ثلاثا، ثم قال: إنه يكون فيه وفي ولده الإمامة والوراثة والخزانة. فأرسل إلى فاطمة: إن الله يبشرك بغلام تقتله أمتي من بعدي! قالت فاطمة: لا حاجة لي فيه، فخاطبها فيه ثلاثا، ثم أرسل إليها: لابد من أن يكون وتكون فيه الإمامة والوراثة والخزانة. فقالت له: رضيت عن الله. فعلقت وحملت بالحسين فحملته ستة أشهر ثم وضعته، ولم يعش مولود قط لستة أشهر غير الحسين وعيسى بن مريم صلى الله عليه وآله فكفلته أم سلمة). (الإمامة والتبصرة ص 51) إقرؤوا روايات كامل الزيارات لتروا الاهتمام بهذه التربة المقدسة، حيث ورد التعبير عنها بحفظها، وفي بعضها بخزن النبي صلى الله عليه وآله لها! فقد وصل هذا التراب الطاهر إلى مستوى أن يقسم بها على الله تعالى، بعد القسم عليه بجبرئيل والنبي صلى الله عليه وآله! والروايات في فضلها كثيرة أعم من المعتبرة وغيرها!
وفوق هذا، لقد وصلت مكانة تربة الحسين عليه السلام إلى أن السجود عليها ينور