الدين هو الذي قال الله تعالى عنه: (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون). (البقرة: 132) إن الكتاب والسنة لازم وملزوم، ومفتاح فهم القرآن في روايات أهل البيت عليهم السلام وقد أعطى القرآن كلمة الحكمة أهمية كبيرة فقال: (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب). (البقرة: 269) وقد سئل الإمام الصادق عليه السلام عن هذه الحكمة التي من أوتيها فقد أوتي خيرا كثيرا، والتي ليست جوهرا يعطونه لكل أحد: (ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد) (لقمان: 12) فأجاب الإمام عليه السلام فخذوا جوابه ثم افهموه من القرآن، قال عليه السلام:
(إن الحكمة المعرفة والتفقه في الدين، فمن فقه منكم فهو حكيم، وما من أحد يموت من المؤمنين أحب إلى إبليس من فقيه). (تفسير العياشي: 1 / 151). (1).
هذا هو الركن الأول..
وعندما يعرفون كمال المسلم يعرفونه بثلاث كلمات: التفقه في الدين، والتقدير في المعيشة، والصبر في النوائب. (2).
فإن صرفتم عمركم في التفقه في الدين فأنتم في أمان من الحسرة الكبرى غدا، التي يتحسر فيها الأولون والآخرون: (وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون). (مريم: 39) تدبروا في القرآن، فالتفقه في الدين بهذه العظمة والجلال والمقام، والفقيه في الدين أعظم على الشيطان من ألف عابد!
إن الذين تعبوا في عمرهم، ووصلوا إلى آخر النظريات في الفقه والأصول، ينبغي أن يفهموا هذه المطالب بالإشارة.