كثير العلل والأمراض وما تركت دواء إلا تداويت به فما انتفعت بشئ منه!
فقال لي: أين أنت عن طين قبر الحسين بن علي، فإن فيه شفاء من كل داء، وأمنا من كل خوف. (أمالي الطوسي ص 317) إنه كلام إمام نشر علوم الأنبياء عليهم السلام!
فإن فيه شفاء من كل داء.. من الأمراض البدنية والعقلية والروحية أيضا! فلفظ (كل) موضوع للدلالة على العموم، ومقام الإمام بالدرجة الأولى طب أمراض النفوس لا الأبدان.
فإن فيه شفاء من كل داء.. فلو تفهمنا لانفتح باب علم من تربة كربلاء!
إن الإمام الحسين عليه السلام لم يعرف إلى الآن! وإن تربة قبره إكسير يشفي داء أبداننا، وداء أفكارنا، وداء أرواحنا، وكل داء جسمي، أو روحي للبشر.
وأمنا من كل خوف.. أي خوف تؤمن منه تربة قبر الحسين عليه السلام؟ إنها أمان من الخوف الأكبر، لمن وضعها في قبره وتفضل الله عليه بإكرامه إكراما لهذه التربة للإمام الحسين عليه السلام، كما أنها أمان من خوف الظالم في الدنيا لمن اصطحبها معه ليرد ببركتها ظلم الظالم!
لكن الإمام الصادق عليه السلام قال إن لذلك دعاء وآدابا ولا يتسع وقتنا لشرحها، قال عليه السلام: (فإذا أخذته فقل هذا الكلام: اللهم إني أسألك بحق هذه الطينة، وبحق الملك الذي أخذها، وبحق النبي الذي قبضها، وبحق الوصي الذي حل فيها، صل على محمد وأهل بيته، وافعل بي كذا وكذا.
قال: ثم قال لي أبو عبد الله: أما الملك الذي قبضها فهو جبرئيل، وأراها النبي صلى الله عليه وآله، فقال: هذه تربة ابنك الحسين تقتله أمتك من بعدك، والذي قبضها فهو محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، وأما الوصي الذي حل فيها فهو الحسين عليه السلام والشهداء.
قلت: قد عرفت جعلت فداك الشفاء من كل داء، فكيف الأمن من كل خوف؟ فقال: إذا خفت سلطانا أو غير سلطان، فلا تخرجن من منزلك إلا ومعك من طين قبر