وأنت المخصوص بعلم التنزيل وحكم التأويل، ونصر الرسول، ولك المواقف المشهورة، والمقامات المشهورة والأيام المذكورة، يوم بدر ويوم الأحزاب: إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا. هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا. وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا. وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا (سورة الأحزاب: 10 - 13) وقال الله تعالى: ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما (سورة الأحزاب: 22) فقتلت عمرهم وهزمت جمعهم ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا (سورة الأحزاب: 25) ويوم أحد إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم (سورة آل عمران: 153) وأنت تذود بهم المشركين عن النبي ذات اليمين وذات الشمال، حتى صرفهما عنكم الخائفين، ونصر بك الخاذلين.
ويوم حنين على ما نطق به التنزيل: لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين. ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين. (سورة التوبة: 25 - 26) والمؤمنون أنت ومن يليك، وعمك العباس ينادي المنهزمين: يا أصحاب سورة البقرة، يا أهل بيعة الشجرة، حتى استجاب له قوم قد كفيتهم المؤونة، وتكفلت دونهم المعونة فعادوا آيسين من المثوبة، راجين وعد الله تعالى بالتوبة، وذلك قوله جل ذكره: ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم. (سورة التوبة: 27) وأنت حائز درجة الصبر، فائز بعظيم الأجر.
ويوم خيبر إذ ظهر الله خور المنافقين، وقطع دابر الكافرين، والحمد لله رب العالمين: ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤولا. (سورة الأحزاب: 15) مولاي أنت الحجة البالغة، والمحجة الواضحة، والنعمة السابغة، والبرهان المنير، فهنيئا لك ما آتاك الله من فضل، وتبا لشانئك ذي الجهل. شهدت مع النبي صلى الله عليه وآله جميع حروبه