هو الإمام زين العابدين وتاج الساجدين عليه السلام!
إن عملكم في التبليغ أحد هذين الأمرين: إما آبق تردونه إلى البيت، أو ضال لا يعرف الفناء ترشدونه اليه! وفي كلمة الآبق والضال، مالا يتسع له المجال.
يا موسى، إن فعلت هذا فنتيجته: أفضل لك من عبادة مئة سنة بصيام نهارها وقيام ليلها! فأجر المبلغ للدين ليس تلك الدريهمات القليلة أو الكثيرة، إن هذا التفكير غلط، بل هو جوهر عظيم يسره الله لكم وجعله من نصيبكم، فلا تدعوا الشيطان يسلبه منكم!
القضية، أن كل واحد منكم إن استطاع أن يرجع آبقا إلى ربه، أو يهدي ضالا إلى ربه، فعمله أفضل من مئة سنة عبادة، ليست من عبادته وصلاته وصومه هو، بل من عبادة نبي الله موسى بن عمران عليه السلام وصلاته وصومه!
من مئة سنة يصوم موسى عليه السلام كل أيامها ويصلي كل لياليها!!
ثم شرح الله تعالى لموسى معنى الآبق والضال:
قال موسى: ومن هذا العبد الآبق منك؟ قال: العاصي المتمرد.
فاعمل عملا ترد فيه هذا العبد الهارب إلى ربه، تعيد تارك الصلاة إلى ربه بإعادته إلى صلاته، وتارك الصوم إلى ربه بإعادته إلى صومه، وتعيد آكل الحرام إلى ربه بالتوبة من الحرام.
قال: فمن الضال عن فنائك؟ قال: الجاهل بإمام زمانه تعرفه، والغائب عنه بعد ما عرفه، الجاهل بشريعة دينه، تعرفه شريعته وما يعبد به ربه ويتوصل به إلى مرضاته!
إن كل فقرة من هذا الرواية فيها بحث مفصل، فاجعلوا نصها برنامجا شهريا لعملكم في التبليغ، وعسى أن نتوفق لتفصيل شرحها.