رفع الحديث عن الفقيه العسكري صلوات الله عليه في شهور سنة إحدى وسبعين وخمسمائة. وأخبرني الفقيه الأجل أبو الفضل شاذان بن جبرئيل القمي رضي الله عنه، عن الفقيه العماد محمد بن أبي القاسم الطبري، عن أبي علي، عن والده، عن محمد بن محمد بن النعمان، عن أبي القاسم جعفر بن قولويه، عن محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي القاسم بن روح وعثمان بن سعيد العمري، عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري، عن أبيه صلوات الله عليهما، وذكر أنه عليه السلام زار بها في يوم الغدير في السنة التي أشخصه المعتصم. تقف عليه وتقول:
السلام على محمد رسول الله، خاتم النبيين، وسيد المرسلين، وصفوة رب العالمين، أمين الله على وحيه، وعزائم أمره، الخاتم لما سبق، والفاتح لما استقبل، والمهيمن على ذلك كله، ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحياته.
السلام على أنبياء الله ورسله، وملائكته المقربين، وعباده الصالحين. السلام عليك يا أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، ووارث علم النبيين، وولي رب العالمين، ومولاي ومولى المؤمنين ورحمة الله وبركاته. السلام عليك يا أمير المؤمنين، يا أمين الله في أرضه، وسفيره في خلقه، وحجته البالغة على عباده.
السلام عليك يا دين الله القويم، وصراطه المستقيم.
السلام عليك أيها النبأ العظيم، الذي هم فيه مختلفون، وعنه يسألون.
السلام عليك يا أمير المؤمنين، آمنت بالله وهم مشركون، وصدقت بالحق وهم مكذبون وجاهدت وهم محجمون، وعبدت الله مخلصا له الدين، صابرا محتسبا حتى أتاك اليقين، ألا لعنة الله على الظالمين. السلام عليك يا سيد المسلمين، ويعسوب المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ورحمة الله وبركاته.
أشهد انك أخو الرسول ووصيه، ووارث علمه، وأمينه على شرعه، وخليفته في أمته، وأول من آمن بالله، وصدق بما أنزل على نبيه. وأشهد أنه قد بلغ عن الله ما أنزله فيك، وصدع بأمره، وأوجب على أمته فرض ولايتك، وعقد عليهم البيعة لك، وجعلك أولى بالمؤمنين من أنفسهم كما جعلك الله كذلك، ثم أشهد الله تعالى عليهم فقال: ألست قد بلغت؟ فقالوا: اللهم بلى، فقال: اللهم اشهد وكفى بك شهيدا وحاكما بين العباد. فلعن