زالوا على النفاق مصرين، وفي الغي مترددين، حتى أذاقهم الله وبال أمرهم، فأمات بسيفك من عاندك، فشفي وهوى، وأحيا بحجتك من سعد فهدى.
صلوات الله عليك غادية ورائحة، وعاكفة وذاهبة، فما يحيط المادح وصفك، ولا يحبط الطاعن فضلك. أنت أحسن الخلق عبادة، وأخلصهم زهادة، وأذبهم عن الدين، أقمت حدود الله بجهدك، وفللت عساكر المارقين بسيفك، تخمد لهب الحروب ببنانك، وتهتك ستور الشبه ببيانك، وتكشف لبس الباطل عن صريح الحق، لا تأخذك في الله لومة لائم. وفي مدح الله تعالى لك غنى عن مدح المادحين وتقريظ الواصفين، قال الله تعالى: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا (سورة الأحزاب: 23) ولما رأيت قد قتلت الناكثين والقاسطين والمارقين، وصدقك رسول الله صلى الله عليه وآله وعده، فأوفيت بعهده، قلت: أما آن أن تخضب هذه من هذه، أم متى يبعث أشقاها، واثقا بأنك على بينة من ربك وبصيرة من أمرك، قادما على الله، مستبشرا ببيعك الذي بايعته به، وذلك هو الفوز العظيم.
اللهم العن قتلة أنبيائك وأوصياء أنبيائك بجميع لعناتك، وأصلهم حر نارك، والعن من غصب وليك حقه، وأنكر عهده، وجحده بعد اليقين والاقرار بالولاية له يوم أكملت له الدين. اللهم العن قتلة أمير المؤمنين ومن قتلته، وأشياعهم وأنصارهم.
اللهم العن ظالمي الحسين وقاتليه والمتابعين عدوه وناصريه، والراضين بقتله وخاذليه، لعنا وبيلا. اللهم ألعن أول ظالم ظلم آل محمد ومانعيهم حقوقهم. اللهم خص أول ظالم وغاصب لآل محمد باللعن، وكل مستن بما سن إلى يوم الدين.
اللهم صل على محمد خاتم النبيين، وسيد المرسلين وآله الطاهرين، واجعلنا بهم متمسكين، وبموالاتهم من الفائزين الآمنين، الذين لا خوف عليهم ولا يحزنون، إنك حميد مجيد). انتهى.
* *