الله جاحد ولايتك بعد الإقرار، وناكث عهدك بعد الميثاق. وأشهد أنك أوفيت بعهد الله تعالى، وأن الله تعالى موف بعهده لك، ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما (سورة الفتح: 10) وأشهد أنك أمير المؤمنين الحق، الذي نطق بولايتك التنزيل، وأخذ لك العهد على الأمة بذلك الرسول.
وأشهد أنك وعمك وأخاك، الذين تاجرتم الله بنفوسكم، فأنزل الله فيكم: إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم. التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين (سورة التوبة: 111 - 112) أشهد يا أمير المؤمنين أن الشاك فيك ما آمن بالرسول الأمين، وأن العادل بك غيرك عادل عن الدين القويم، الذي ارتضاه لنا رب العالمين، فأكمله بولايتك يوم الغدير.
وأشهد أنك المعني بقول العزيز الرحيم: وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون (سورة الأنعام: 153)، ضل والله وأضل من اتبع سواك، وعند عن الحق من عاداك. اللهم سمعنا لأمرك، وأطعنا واتبعنا صراطك المستقيم، فاهدنا ربنا ولا تزغ قلوبنا بعد الهدى عن طاعتك، واجعلنا من الشاكرين لأنعمك. وأشهد أنك لم تزل للهوى مخالفا، وللتقى محالفا، وعلى كظم الغيظ قادرا، وعن الناس عافيا، وإذا عصي الله ساخطا، وإذا أطيع الله راضيا، وبما عهد الله إليك عاملا، راعيا ما استحفظت، حافظا ما استودعت، مبلغا ما حملت، منتظرا ما وعدت.
وأشهد أنك ما اتقيت ضارعا، ولا أمسكت عن حقك جازعا، ولا أحجمت عن مجاهدة عاصيك ناكلأ، ولا أظهرت الرضا بخلاف ما يرضى الله مداهنا، ولا وهنت لما أصابك في سبيل الله، ولا ضعفت ولا استكنت عن طلب حقك مراقبا.
معاذ الله أن تكون كذلك، بل إذ ظلمت فاحتسبت ربك، وفوضت إليه أمرك، وذكرت فما ذكروا، ووعظت فما اتعظوا، وخوفتهم الله فما خافوا.