الحق المبين في معرفة المعصومين (ع) - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ١٧٤
ومغازيه، تحمل الراية أمامه، وتضرب بالسيف قدامه، ثم لحزمك المشهور، وبصيرتك بما في الأمور، أمرك في المواطن، ولم يك عليك أمير، وكم من أمر صدك عن إمضاء عزمك فيه التقى، واتبع غيرك في نيله الهوى، فظن الجاهلون أنك عجزت عما إليه انتهى ضل والله الظان لذلك وما اهتدى. ولقد أوضحت ما أشكل من ذلك لمن توهم وامترى، بقولك صلى الله عليك: قد يرى الحول القلب وجه الحيلة، ودونها حاجز من تقوى الله، فيدعها رأى العين، وينتهز فرصتها من لا جريحة له في الدين! صدقت وخسر المبطلون.
وإذ ماكرك الناكثان فقالا: نريد العمرة، فقلت لهما: لعمري ما تريدان العمرة لكن الغدرة، وأخذت البيعة عليهما، وجددت الميثاق فجدا في النفاق، فلما نبهتهما على فعلهما أغفلا وعادا، وما انتفعا، وكان عاقبة أمرهما خسرا. ثم تلاهما أهل الشام فسرت إليهم بعد الإعذار، وهم لا يدينون دين الحق ولا يتدبرون القرآن، همج رعاع ضالون، وبالذي أنزل على محمد فيك كافرون، ولأهل الخلاف عليك ناصرون. وقد أمر الله تعالى باتباعك وندب إلى نصرك، قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (سورة التوبة: 119) مولاي بك ظهر الحق، وقد نبذه الخلق، وأوضحت السنن بعد الدروس والطمس ولك سابقة الجهاد على تصديق التنزيل، ولك فضيلة الجهاد على تحقيق التأويل، وعدوك عدو الله، جاحد لرسول الله، يدعو باطلا، ويحكم جائرا، ويتأمر غاصبا، ويدعو حزبه إلى النار. وعمار يجاهد وينادي بين الصفين: الرواح الرواح إلى الجنة، ولما استسقى، فسقي اللبن كبر وقال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن وتقتلك الفئة الباغية، فاعترضه أبو العادية الفزاري فقتله. فعلى أبي العادية لعنة الله ولعنة ملائكته ورسله أجمعين، وعلى من سل سيفه عليك وسللت عليه سيفك يا أمير المؤمنين من المشركين والمنافقين إلى يوم الدين، وعلى من رضي بما ساءك ولم يكرهه، وأغمض عينه ولم ينكره، أو أعان عليك بيد أو لسان، أو قعد عن نصرك، أو خذل عن الجهاد معك، أو غمط فضلك، أو جحد حقك، أو عدل بك من جعلك الله أولى به من نفسه، وصلوات الله عليك ورحمة الله وبركاته وسلامه وتحياته، وعلى الأئمة من آلك الطاهرين إنه حميد مجيد.
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 179 181 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 3
2 المرجع الخراساني وفهم النبي وآله صلى الله عليه وآله 3
3 الاتجاهات المعاصرة في فهم النبي وآله صلى الله عليه وآله 11
4 1 - الاتجاه السني في فهم النبي وآله صلى الله عليه وآله 11
5 2 - الاتجاه الزيدي في فهم النبي وآله صلى الله عليه وآله 13
6 3 - الاتجاه الإسماعيلي في فهم النبي وآله صلى الله عليه وآله 13
7 4 - الاتجاه الشيعي في فهم النبي وآله صلى الله عليه وآله 14
8 5 - الاتجاه الشيعي التركيبي أو الإلتقاطي في فهم النبي وآله صلى الله عليه وآله 16
9 معايشتي لتأثير الموجة الشيوعية على العراق في ولادة الفهم الإلتقاطي 19
10 أهم الاتجاهات التي تبلورت أو تكونت بسبب الهزة الشيوعية 25
11 مسائل تتعلق بالفهم الإلتقاطي للتشيع 34
12 المسألة الأولى: النظرة الخاطئة إلى التاريخ الاسلامي 34
13 المسألة الثانية: الفهم الخاطئ للوحدة الاسلامية 47
14 المسألة الثالثة: تعويم الإجتهاد، وتعويم المرجعية 53
15 المسألة الرابعة: تكبير مشكلة الغلو وتصغير مشكلة التقصير 60
16 المسألة الخامسة: التنقيص من مقام المعصوم عليه السلام 63
17 المسألة السادسة: نظرتهم الخاطئة إلى زيارة الأئمة عليهم السلام ومراسم عاشوراء 67
18 المسألة السابعة: مرض الآحادية، والجرأة على مقام المراجع والعلماء 70
19 المسألة الثامنة: النزعة المادية والضيق بالغيبيات 73
20 المسألة التاسعة: من ظواهر الاتجاه الإلتقاطي وصفات أصحابه 76
21 الفصل الأول: ما هو القرآن؟ 79
22 لقد تجلى الله لخلقه بكلامه ولكنهم لا يبصرون! 81
23 الفصل الثاني: في مقام النبي صلى الله عليه وآله 91
24 من هو النبي صلى الله عليه وآله وما حققه للبشرية 93
25 الفصل الثالث: مقام أمير المؤمنين عليه السلام 105
26 في عصمة أمير المؤمنين عليه السلام 107
27 تفسير: أكملت لكم دينكم 118
28 مولد أمير المؤمنين عليه السلام 131
29 في علي عليه السلام سنن الأنبياء عليهم السلام 141
30 في علم أمير المؤمنين عليه السلام 150
31 أنت أحسن الخلق عبادة 161
32 الفصل الرابع: مسؤولية العلماء والخطباء في التبليغ 179
33 زاد المسافر: الكتاب والسنة 181
34 الكافلون لأيتام آل محمد صلى الله عليه وآله 189
35 مسؤولية علماء الشيعة في حراسة العقائد 194
36 فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين 204
37 إن للحسين عليه السلام درجة لا ينالها أحد! 214
38 الفصل الخامس: في مقام الصديقة الكبرى الزهراء عليها السلام 225
39 وجوب الجهر بظلامة الزهراء عليها السلام 227
40 عصمة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام 249
41 فاطمة الزهراء عليها السلام حوراء إنسية.. 259
42 إن الرب يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها 270
43 ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا 281
44 النبي يباهل النصارى بآله أفضل الخلق صلى الله عليه وآله 291
45 ولأي الأمور تدفن سرا..؟ 299
46 نحن بحاجة إلى الفقاهة لا إلى السفاهة! 307
47 الفصل السادس: في مقام الإمام الحسين عليه السلام وعظمة عاشوراء 315
48 مسؤولية المبلغ.. وعظمة عاشوراء 317
49 حسين مني وأنا من حسين 333
50 الإمام الحسين عليه السلام فوق الوصف والتعريف 350
51 حديث اللوح الذي أهداه الله تعالى إلى فاطمة عليها السلام 362
52 الخيار بين عاشوراء وعيد النوروز 377
53 الفصل السابع: جهاد الإمام الصادق عليه السلام وظلامته 387
54 صاحب منبر فقه أهل البيت عليهم السلام 389
55 الفصل الثامن: الإمام الكاظم عليه السلام 401
56 الإمام موسى بن جعفر ونبي الله موسى بن عمران عليهما السلام 403
57 الفصل التاسع: الإمام الرضا عليه السلام والإمامة الربانية 411
58 معنى مصطلح الإمام عليه السلام 413
59 مناظرة الإمام الرضا عليه السلام مع علماء الأديان والمذاهب 434
60 الإمام الرضا عليه السلام سراج الله في خلقه 489
61 الفصل العاشر: من أنوار الإمام المهدي صلوات الله عليه 497
62 من هو الإمام صاحب الزمان عليه السلام؟ 499
63 معرفة الإمام المهدي عليه السلام بالنورانية 507
64 كيف يستحق الإمام مقام الإمامة؟ 524
65 مولد الإمام المهدي عليه السلام 542
66 وأشرقت الأرض بنور الإمام المهدي عليه السلام 556
67 الإمام المهدي عليه السلام في حديث اللوح 585
68 شمس النبي صلى الله عليه وآله تتجلى بالإمام المهدي عليه السلام 596
69 أصحاب الإمام المهدي عليه السلام إخوان للنبي صلى الله عليه وآله 608
70 الإمام المهدي عليه السلام باب الله الذي لا يؤتى إلا منه 620
71 الحكمة: طاعة الله ومعرفة الإمام عليه السلام 629
72 الإمام المهدي عليه السلام عين الحياة 638