واحد هو علي بن أبي طالب عليه السلام، بشهادة النبي صلى الله عليه وآله، وجزء واحد يشترك فيه الناس، أي كل البشرية من ابتدائها إلى انتهائها وعلي أعلمهم بهذا الجزء! (3) والآن يستطيع الفقيه المتبحر بالفقه الأكبر أن يفهم معنى:
السلام عليك يا أول مظلوم!
فإن الظلم الذي وقع على علي عليه السلام، لا يمكن تصوره إلا إذا عرفنا من هو علي، وأي ظلم وقع على البشرية بظلمه صلوات الله عليه؟!
إن مسألة علم علي وحكمته وظلامته، مسألة عميقة والرواية فيها كثيرة، لكن أين الدراية؟! إني أتحسر، وأتمنى لو أوفق لأعمل لشهر على الأقل في بحث حديث: أنا مدينة الحكمة وعلي بابها، فمن أراد الحكمة فليأت الباب!
وأكتفي هنا بصحيح واحد فقط، رواه علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من عنده علم الكتاب علي بن أبي طالب. (4) أما سند الحديث فهو مضافا إلى اشتماله على بعض أصحاب الإجماع مثل ابن أبي عمير رحمه الله، ففيه شيوخ الحديث وأساطين الوثاقة والصحة: علي بن إبراهيم، وأبوه إبراهيم بن هاشم، وعمر بن أذينة، رحمهم الله. ومن ميزات هذا الحديث الشريف قلة وسائطه، فهم ثلاثة وسائط من علي بن إبراهيم شيخ القميين إلى الإمام الصادق عليه السلام.
عنده علم الكتاب.. فالعلم هنا مضاف إلى الكتاب، الكتاب المكنون الذي: لا يمسه إلا المطهرون. (سورة الواقعة: 79) والذي قال عنه الله تعالى: ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. (سورة النحل: 89).
وكلمة (شئ) مفهوم لا يوجد أعم منه، وهي لفظ مطلق، مصدر بكل! فلا