يخرج عن دائرة هذا التعميم مخلوق من الأزل إلى الأبد!
وعلم هذا الكتاب كله، في صدر علي بن أبي طالب عليه السلام!
وهنا سؤال: ما هو الفرق بين قوله تعالى: قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب. (سورة الرعد: 43)، وقوله عن نبي الله سليمان ووصيه، عندما طلب سليمان أن يحضروا له عرش بلقيس من اليمن:
قال يا أيها الملا أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين. قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين. قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم. (سورة النمل: 40) فسليمان ووصيه صلى الله عليه وآله عندهما: علم من الكتاب. و (من) هنا تبعيضية، ومن هذا البعض الذي كان عنده تعلم منطق الطير، وتسخير الجن وتسخير الريح غدوها شهر ورواحها شهر!!
وقد سئل الإمام الصادق عليه السلام عن نسبة علم من عنده علم من الكتاب إلى علم من عنده علم الكتاب فقال: (قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر) أي المحيط! فهذا هو الفرق بين علم سليمان ووصيه وبين علم أمير المؤمنين عليه السلام! ومعناه: انتبهوا واعرفوا عليا وعرفوه للناس هكذا، ولا تظلموه!
إن مسؤولية كل واحد منكم ثقيلة. (5) وإذا أردتم أن تعرفوا لماذا صار علي عليه السلام في هذا المقام العظيم، فاختص بتسعة أجزاء من الحكمة الربانية من دون جميع الناس من الأولين والآخرين،