ما عدا سيد المرسلين صلى الله عليه وآله، وشارك الناس في الجزء الذي عندهم منها، فاقرؤوا هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أخلص عبد لله عز وجل أربعين صباحا إلا جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه. (6) ومعنى أخلص لله تعالى أربعين صباحا: لم يقل شيئا إلا لله تعالى، ولم ير شيئا إلا لله تعالى، ولم يقف إلا لله تعالى، ولم يفكر إلا لله تعالى.. فعند ذلك تجري ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه!
وبهذا نعرف أي إخلاص لله تعالى كان في شخصية علي عليه السلام، بحيث جرت كل حكمة الوجود دفعة واحدة على قلبه المقدس!!
هكذا كان علي ابن أبي طالب عليه السلام. وقد ذهب من الدنيا ولم يعرفه أحد!
لا يعرف منه أهل الدنيا إلا أنه كبير، لا أكثر، أما أهل السماء فيعرفون أنه جليل جليل، أما ما هي هذه الجلالة ففيها بحث مفصل.
أما عظمة علي عليه السلام فلا يعرفها أهل الأرض ولا أهل السماء! وشاهدها بيان الإمام المعصوم عليه السلام: كبير في الأرض، جليل في السماء، عظيم عند الله سبحانه وتعالى!
إن عظمة علي يعرفها فقط المليك المقتدر عز وجل، هناك حيث يكون كل هذا العالم حقيرا أمام شخصيته العظيمة صلوات الله عليه!
اللهم صل وسلم على سيد الشهداء والمظلومين، وولي الأوصياء، وإمام الصديقين، زين المؤمنين، ويعسوب المسلمين، أمير المؤمنين، عدد ما فيه الذكر، صلاة دائمة، بدوام ملكك وسلطانك.
* *