روى الحاكم النيسابوري: (لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم كفنها رسول الله صلى الله عليه وآله في قميصه وصلى عليها، وكبر عليها سبعين تكبيرة، ونزل في قبرها فجعل يومي في نواحي القبر كأنه يوسعه، ويسوي عليها، وخرج من قبرها وعيناه تذرفان، وحثا في قبرها، فلما ذهب قال له عمر بن الخطاب:
يا رسول الله رأيتك فعلت على هذه المرأة شيئا لم تفعله على أحد!
فقال: يا عمر إن هذه المرأة كانت أمي التي ولدتني! إن أبا طالب كان يصنع الصنيع وتكون له المأدبة، وكان يجمعنا على طعامه، فكانت هذه المرأة تفضل منه كله نصيبنا فأعود فيه.
وإن جبريل عليه السلام أخبرني عن ربي عز وجل أنها من أهل الجنة، وأخبرني جبريل عليه السلام أن الله تعالى أمر سبعين ألفا من الملائكة يصلون عليها)! (المستدرك: 3 / 108).
إن هذه المرأة كانت أمي التي ولدتني.. كلمة ينبغي للباحثين الشيعة والسنة أن يفكروا فيها! فماذا عنى النبي صلى الله عليه وآله بقوله هذا؟!
إن كلام النبي صلى الله عليه وآله حكمه حكم التنزيل، فهو لا ينطق عن الهوى، وكلامه بعد كلام الله تعالى، ومنطقه ميزان الحقيقة. وعندما تكون رتبة القائل بعد الله تعالى، فمن يستطيع أن يصل إلى عمق الحق الذي يحويه كلامه؟!
تلك المرأة العظيمة التي كانت تطوف حول البيت، أحست بالمخاض وبدل أن يهديها ربها إلى خارج البيت، هداها إلى داخل بيته، أول بيت وضع للناس، فدخلت إلى الكعبة، وخرجت منها إلى العالم بتحفة، إلى الآن لم تدرك البشرية قيمتها! جاءت إلى قومها بمولودها تحمله، والى الآن لم تدرك البشرية معنى ذلك المولود!
في دائرة الوجود توجد كلمتان: نحن، وأنا. ويوجد في دائرة (نحن) في