علي مع القرآن، والقرآن مع علي.. ومعنى ذلك أن كل ما هناك من علم، فهو في القرآن، وهو في صدر علي عديل القرآن!
نعم كل ما هناك من علم! لا يستثنى منه إلا علم الله تعالى المختص به فهو العلم الربوبي الوحيد المستثنى من ذلك، أما ما دونه فهو في صدر علي!
وبما أن القرآن تبيان كل شئ، فإنه فيه علم الأولين والآخرين، وعلم ما كان وما يكون، وكل علوم نظام التكوين ونظام التشريع..
فكلها في القرآن، وكلها في قلب علي عليه السلام!
ليس كلامنا هذا تعصبا للتشيع، بل هو مر الحق، وخالص منطوق نبينا الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وآله فلا بد أن نحني رؤوسنا ونخضع لهذا الحق شئنا أم أبينا!
فهذا مقام علي عليه السلام ونسبته إلى القرآن، ونسبته إلى قوس ما في الوجود.
أما نسبته إلى من في الوجود، والى من جاء بالقرآن، فلا بد أن نتذكر قول النبي صلى الله عليه وآله: علي مني وأنا من علي! (1) والحديث متواتر، والمتواتر لا يحتاج إلى بحث سنده، لا عند الشيعة ولا عند السنة، ولا حتى عند الجهال! ومع ذلك فقد شهد بصحته نقادهم في الحديث والمشككون في الأسانيد، ورواه البخاري في: 3 / 168 بلفظ: وقال لعلي أنت مني وأنا منك، (وكذا في: 4 / 207، و: 5 / 85) مضافا إلى اتفاق أصحاب الصحاح والمسانيد والتفسير على روايته.
علي مني.. تعبير نبوي يحدد نسبة علي عليه السلام من النبي صلى الله عليه وآله، ويجري فيه ما قلناه في قوله: علي مع القرآن! ولكنه جزء من نسبة علي من رسول الله صلى الله عليه وآله، وليس كلها! فتكملته: وأنا من علي.. وهي جملة كبيرة، عظيمة، يقول فيها