عن أعلاها التي هي نقطة نهاية قوس الصعود والنزول؟!
النقطة التي يبدأ منها هرم الوجود وينتهي إليها كمال كل موجود، درجة ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما. (سورة الأحزاب: 40) وحيث تصورنا دائره عالم النبوة، بدرجاتها الواسعة الشاسعة، العظيمة كلها، من أدناها إلى أعلاها! نأتي إلى معنى (السنة).
فما معنى: (كانت في علي سنة ألف نبي)؟ السنة هنا بمعنى أبرز الأعمال والصفات في النبي عليه السلام مثلا العلم في آدم وعلم آدم الأسماء كلها (سورة البقرة: 31) والصبر والتقوى في نوح، والخلة في إبراهيم، والمناجاة في موسى بن عمران، والإعراض عن عالم الطبيعة والمادة والاستغراق في العبادة والسياحة، في عيسى. فهذا معنى سنة النبي عليه السلام!
وعلى هذا، لو اجتمع عطر ألف نبي وسننهم في شخصية واحدة، فماذا ستكون درجة صاحبها؟ وأي مقام سيكون مقامه؟!
ومع أن سند هذا الحديث الشريف قوي لا يحتاج إلى بحث، فإن موضوعه واضح أيضا لمن اطلع على مصادر الاسلام للعامة والخاصة، وعرف منها مقام علي عليه السلام. فالروايات المشتملة على هذا المعنى موجودة في مصادر الجميع، وردت بألسنة مختلفة أن النبي صلى الله عليه وآله تحدث عن شباهة علي عليه السلام بعدد من الأنبياء عليهم السلام ولا يتسع المجال لبحثها كلها أو استعراضها، لذا اخترنا واحدة منها لكي تعملوا ما بوسعكم لإحقاق حق هذا المظلوم، وتحفظوا كرامتكم عند ربكم، وأنتم تعيشون على مائدة علي وتأملون أن تفوزوا غدا بشفاعته عليه السلام.
سأكتفي بالإشارة إلى شئ من فقه هذه الرواية الشريفة لتتأملوا فيها وتنصروا هذا الحق الضائع، الذي لم أر حقا ضائعا مثله، ولا مظلوما مثل صاحبه!