على أن حديث نزولها يوم الغدير معتضد بما قدمناه عن الرازي وأبي السعود وغيرهما من أن النبي صلى الله عليه وآله لم يعمر بعد نزولها إلا أحدا أو اثنين وثمانين يوما. فراجع ص 230.
والسيوطي في تحكمه هذا، قلد ابن كثير فإنه قال في تفسيره: 2 / 14 بعد ذكر الحديث بطريقيه: لا يصلح لا هذا ولا هذا. فالبادي أظلم!). انتهى كلام الأميني رحمه الله.
ولا يتسع المجال لنقل كلام ابن كثير وشيخه الذهبي ومناقشته، وقد كان العجلوني أقل تزويرا وتحريفا من بقيتهم، فقد نقل تكذيب الذهبي للحديث بدليل واه، ولم يرده، ولا ذكر أسانيد الحديث الصحيحة التي لا يمكن دفعها!
قال في كشف الخفاء: 2 / 258: (من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا. هذا الحديث ذكره الحلبي في سيرته في أواخرها قبل باب ذكر عمره (ص) من غير عزو لأحد، ثم نقل عن الحافظ الذهبي أنه (حديث منكر جدا بل كذب فقد ثبت في الصحيح أن صيام شهر رمضان بعشرة أشهر فكيف يكون صيام يوم واحد يعدل ستين شهرا؟ هذا باطل فليتأمل. انتهى ما في السيرة. وذكر فيها قبيل ذكره أن الرافضة اتخذوه عيدا لهم لأمر ذكره فيها، فليراجع). انتهى.
أما من طرقنا فرواه الصدوق رحمه الله في الأمالي ص 50: (حدثنا الحسن بن محمد بن الحسن بن إسماعيل السكوني في منزله بالكوفة قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري قال: حدثنا أبو جعفر ابن السري وأبو نصر بن موسى بن أيوب الخلال قال: حدثنا علي بن سعيد قال: حدثنا ضمرة بن شوذب، عن مطر، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة، كتب الله له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم، لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي بن أبي طالب وقال:
يا أيها الناس، ألست أولى بالمؤمنين؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال له عمر: بخ بخ يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، فأنزل الله عز وجل: (اليوم أكملت لكم دينكم).