نقادهم، والذي لا يترك حديثا في فضل أمير المؤمنين عليه السلام إلا وسعى بكل قوته لتضعيفه! فقال عن هذا الحديث: (حديث صحيح)!
لكن غرضنا هنا ليس البحث في سنده، بل لمحة من فقهه، فما معنى هذه الجملة النبوية: علي مع القرآن والقرآن مع علي، لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض؟
لا يمكننا فهم ما قاله النبي صلى الله عليه وآله حتى نفهم معنى القرآن الذي حكم صلى الله عليه وآله بوجود معية بينه وبين علي عليه السلام.
فعلي مع القرآن الذي قال تعالى عنه: ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. (سورة النحل: 89) القرآن الذي قال عنه: إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون.
(سورة الواقعة: 77 - 79) وقال عنه: تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. (سورة الفرقان: 1) وقال عنه: لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (سورة فصلت: 42) فعلي في رتبة المعية مع هذا القرآن! فهو في رتبة عبارات قرآن، ورتبة إشارات القرآن، ورتبة لطائف القرآن، ورتبة حقائق القرآن، ورتبة بطون القرآن السبعة!
وعلي في رتبة مقامات القرآن الذي لا تحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه، له تخوم، وعلى تخومه تخوم!!
والمسألة لا تنتهي بأن عليا مع القرآن، فالقرآن مع علي أيضا!
نحن نعرف أن المعية نسبة تقوم بطرفين ويستحيل أن تقوم بطرف واحد، وعندما قال النبي صلى الله عليه وآله: علي مع القرآن فقد أثبتها بينهما، فلماذا أعاد إثباتها بصيغة أخرى فقال: والقرآن مع علي؟!