1 - إن العقيدة التي ذكرها الإمام الرضا عليه السلام ضمن كلامه وهي:
(إثبات لا تشبيه) هي عقيدة الشيعة أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام وعقيدة أئمتهم وهي العقيدة الصحيحة في الله سبحانه وتعالى، أما عقيدتك يا مشارك فهي عقيدة التجسيم والتشبيه، وأنت تقر بها في كلامك أعلاه حيث تقول أن الله سبحانه وتعالى فوق في أعلى السماوات، إذا فهو في مكان (ما) وبهذا أنت جعلت الله محتاجا للمكان الذي هو فيه، والله غني مطلق غير محتاج لا يحده مكان ولا زمان.
2 - أما عن قولك أن هناك تناقض في كلام الرضا عليه السلام، فأقول:
بما أنت حاطب بليل لا تعي ما يقال ولا تدري ما تقول، لم تفهم كلام الإمام الرضا عليه السلام وما يعنيه بقوله: (فمذهب النفي لا يجوز) وما يعني من قوله (ونظام توحيد الله نفي الصفات عنه) فالإمام - سلام الله عليه - يعني في قوله: (فمذهب النفي لا يجوز) أي أنه لا يجوز نفي الشيئية عن الله سبحانه وتعالى بمعنى أننا نقول عن الله أنه لا شئ وهو واضح من قوله - سلام الله عليه - في الرواية: (إذ في نفي الشيئية عنه إبطاله ونفيه) وأما معنى قوله: (ونظام توحيد الله نفي الصفات عنه) فالمراد به أن من توحيد الله سبحانه وتعالى أن لا نقول أن صفاته زائدة على ذاته بل صفاته هي عين ذاته لأنه لو كانت هذه الصفات زائدة على الذات لاحتاجت الذات إلى هذه الصفة، والله غير محتاج فلا بد إذا من أن تكون صفاته غير زائدة على ذاته بل عينها، وهو نفس المعنى الذي يريده الإمام علي عليه السلام في قوله في خطبة له: (... وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة فمن وصف الله سبحانه فقد