طالب (عليه السلام) قال لها: يا فاطمة، من أين لك هذا؟ ولم يكن أجد عندك شيئا!
فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كل يا أبا الحسن، ولا تسأل، الحمد لله الذي لم يمتني حتى رزقني ولدا، مثلها مثل مريم بنت عمران * (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) * (1).
قال: فأكل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي والحسن والحسين، وخرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، الحديث (2).
وعن عبيد بن كثير - معنعنا - عن أبي سعيد الخدري قال: أصبح علي بن أبي طالب (عليه السلام) ذات يوم فقال: يا فاطمة! هل عندك شئ تغذينه؟ قالت: لا، والذي أكرم أبي بالنبوة، وأكرمك بالوصية، ما أصبح الغداة عندي شئ وما كان شئ أطعمنا مذ يومين إلا شئ كنت أوثرك به على نفسي وعلى ابني هذين الحسن والحسين (عليهما السلام).
فقال علي (عليه السلام): يا فاطمة! إلا كنت أعلمتني فأبغيكم شيئا؟ فقالت: يا أبا الحسن!
أني لأستحي من إلهي أن أكلف نفسك ما لا تقدر عليه. فخرج علي بن أبي طالب (عليه السلام) من عند فاطمة (عليها السلام) واثقا بالله بحسن الظن بالله فاستقرض دينارا، فبينا الدينار في يد علي بن أبي طالب (عليه السلام) يريد أن يبتاع لعياله ما يصلحهم، فتعرض له المقداد بن الأسود في يوم شديد الحر، قد لوحته الشمس من فوقه وآذته من تحته، فلما رآه علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنكر شأنه، فقال: يا مقداد! ما أزعجك هذه الساعة من رحلك! قال: يا أبا الحسن خلي سبيلي ولا تسألني عما ورائي. فقال: يا أخي إنه لا يسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك.
فقال: يا أبا الحسن! رغبة إلى الله وإليك أن تخلي سبيلي ولا تكشفني عن حالي. فقال