على الناس حيث يقول الحديث:
" ولقد كانت (عليها السلام) مفروضة الطاعة، على جميع من خلق الله من الجن والأنس والطير، والوحش، والأنبياء، والملائكة " (1). على أنه كلما ثبت من حقوق للأئمة (عليهم السلام) فهو ثابت للصديقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) وخصوصا نحن نعلم أنه ورد عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) أنه قال: (نحن حجج الله على الخلق وجدتنا فاطمة حجة الله علينا).
إذن من خلال هذا الموضوع نفهم أن لحقيقة التوسل بالصديقة الشهيدة (عليها السلام) لقضاء الحاجات بوجاهتها عند الله دورا مهما في ترسيخ عقيدة الإنسان المؤمن بها حيث بعد قضاء الحاجة على يديها يجد المؤمن إيمانا راسخا بها هذا من جهة، وأن حقيقة التوسل بها يضعنا أمام جملة من الحقائق لا بد من الوقوف معها والتأمل في مغزاها من جهة أخرى.
وأول هذه الحقائق المنزلة العظيمة والجليلة والفريدة التي كانت تتمتع بها بضعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مما جعلها موئلا لكل مستغيث ومقصدا لكل طالب حاجة ضاق بحاجته ذرعا وهو لا يدري باب من يطرق حتى تقضى حاجته وتجاب استغاثته، فإذا بالإمام الصادق (عليه السلام) يقول لنا: عليكم بالزهراء، استغيثوا باسمها ونادوا مولاتكم فاطمة، وحينئذ تقضى حاجتكم، وتنالون مطلبكم ويكفي في مقام بيان منزلتها أنها كانت المرجع لأبيها حيث كناها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأم أبيها، وأنها كانت بضعة منه فمن أغضبها فقد أغضبه (صلى الله عليه وآله وسلم) ويكفي في منزلتها أيضا أنها سيدة نساء أهل الجنة، بل سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين في الدنيا والآخرة، وأنها أم الأئمة المعصومين وأنها حليلة سيد الأوصياء علي بن أبي طالب (عليه السلام).
وأما الحقيقة الثانية التي أثبتتها أحاديث التوسل بالصديقة الشهيدة، هو مسألة الشفاعة، ولما لها من الأهمية الكبرى في حياة الفرد المؤمن، حيث نجد مسألة الشفاعة لها دور كبير في بعث الأمل في روح المذنبين وأن لهم أملا يظهر خلال الدنيا على نحو التوسل وفي الآخرة على نحو الشفاعة وهذا ما أكده القرآن الكريم في كثير من آياته