وعمله، وكل كمالاته العلمية والعملية إلا النبوة، فهي الأحمد الثاني، وهي روحه التي بين جنبيه.
ويحتمل أن يكون إشارة الجنبين إلى النبوة المطلقة والولاية العامة، فقد ورد في الخبر النبوي الشريف:
" ظاهري النبوة، وباطني الولاية ".
مطلقا التكوينية والتشريعية على كل العوالم العلوية والسفلية، السماوية والأرضية.
كما ورد:
" ظاهري النبوة، وباطني غيب لا يدرك ".
وأنفسنا في آية المباهلة تجلت وظهرت وكان مصداقها الخارجي أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، فالزهراء (عليها السلام) يعني رسول الله وأمير المؤمنين، فهي مظهر النبوة والولاية، وهي مجمع النورين: النور المحمدي والنور العلوي، وكما ورد في تمثيل نور الله في سورة النور وآيته: * (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة) *.
بأنه كالمشكاة، وورد في تفسيرها وتأويلها أن المشكاة فاطمة، وفي هذا المشكاة نور رسول الله وأمير المؤمنين (عليهما السلام)، ثم نور على نور وإمام بعد إمام، يهدي الله لنوره من يشاء.
فالنبوة والإمامة في وجودها النوري، وهذا من معاني (السر المستودع فيها) (1)، فهي تحمل أسرار النبوة والإمامة، كما تحمل أسرار الكون وما فيه، تحمل أسرار الأئمة الأطهار وعلومهم، تحمل أسرار الخلقة وفلسفة الحياة، ولولا مثل هذا المعلول المقدس لما خلق الله النبي والوصي كما ورد في الحديث الشريف المعراجي:
" يا أحمد، لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما ".