إليه راجعون وعند الله نحتسب مصيبتنا بأمير المؤمنين عليه السلام ورحمه الله يوم ولد ويوم قتل ويوم يبعث حيا. ثم بكى حتى اختلفت أضلاعه ثم قال: وقد وصى بعده بالإمامة إلى ابن رسول الله (ص) وابنه وسليله وشبيهه في خلقه وهديه وإني لأرجو أن يجبر الله به ما وهى ويسد ما انثلم ويجمع به الشمل ويطفئ به نيران الفتنة فبايعوه ترشدوا. فبايعت الشيعة كلها وتوقف من يرى رأي العثمانية ولم يظهروا أنفسهم بذلك وهربوا إلى معاوية فكتب إليه معاوية مع رسول دسه إليه يعلمه أن الحسن راسله في الصلح فقال أبو الأسود:
ألا أبلغ معاوية بن حرب * فلا قرت عيون الشامتينا أفي شهر الصيام فجعتمونا * بخير الناس طرا أجمعينا قتلتم خير من ركب المطايا * وخيسها ومن ركب السفينا ومن لبس النعال ومن حذاها * ومن قرأ المثاني والمئينا إذا استقبلت وجه أبي حسين * رأيت البدر راق لناظرينا لقد علمت قريش حيث حلت * بأنك خيرها حسبا ودينا ومنهم المؤرخ المعاصر الفاضل عطا حسني بك المصري المتوفى بعد سنة 1327 بقليل في كتابه (حلي الأيام في سيرة سيد الأنام وخلفاء الاسلام) (ص 216 الطبعة القديمة بمصر) قال:
لما قتل علي (ع) رثاه كثيرين من الشعراء وأفاضوا في وصف أعماله وشمائله وما أوتي من صفات الكمالات وكمالات الصفات فنأتي هنا على بعض ما يسعه المقام في هذا الصدد. قال أبو الأسود الدؤلي يرثي عليا رضي الله عنه:
ألا يا عين ويحك أسعدينا * ألا تبكي أمير المؤمنينا وتبكي أم كلثوم عليه * بعبرتها وقد رأت البغينا