أمير المؤمنين ألا لا يقتل بي إلا قاتلي (إلى أن قال):
قال علي للحسن والحسين رضي الله عنهما: أي بني أوصيكما بتقوى الله وأقام الصلاة لوقتها وإيتاء الزكاة عند محلها وحسن الوضوء، فإنه لا يقبل صلاة إلا بطهور، وأوصيكم بغفر الذنب وكظم الغيظ وصلة الرحم والحلم عن الجهل والتفقه في الدين والتثبت في الأمر وتعاهد القرآن وحسن الجوار والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجتناب الفواحش. قال: ثم نظر إلى محمد بن الحنفية فقال: هل حفظت ما أوصيت به أخويك؟ قال: نعم. قال: فإني أوصيك بمثله وأوصيك بتوقير أخويك لعظم حقهما عليك وتزيين أمرهما ولا تقطع أمرا دونهما، ثم قال لهما: أوصيكما به، فإنه شقيقكما وابن أبيكما وقد علمتما أن أباكما كان يحبه. ثم أوصى فكانت وصيته: فذكر الوصية بطولها فقال: ثم لم ينطق إلا بلا إله إلا الله حتى قبض في شهر رمضان في سنة أربعين وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص، وكبر عليه الحسن تسع تكبيرات، وولي الحسن رضي الله عنه عمله ستة أشهر، وكان ابن ملجم قبل أن يضرب عليا قاعدا في بني بكر بن وائل إذ مر عليه بجنازة أبجر بن جابر العجلي أبي حجار وكان نصرانيا والنصارى حوله وأناس مع حجار بمنزلته فيهم يمشون في جانب إمامهم شقيق بن ثور السلمي، فلما رآهم قال: ما هؤلاء، فأخبر ثم أنشأ يقول:
لئن كان حجار بن أبجر مسلما * لقد بوعدت منه جنازة أبجر وإن كان حجار بن أبجر كافرا * فما مثل هذا من كفور بمنكر أترضون هذا أن قسا ومسلما * لدى نعش فيما قبح منظر وقال ابن عياش المرادي: