من السيئات. وأخرى مطلقا.
ويمكن أن يراد بالمطلقة سلامة القلب عن التعلق بغير الحق جل وعلا، كما قاله بعض المفسرين (1) في تفسير قوله تعالى: * (يوم لا ينفع مال ولا بنون [31 / ب] إلا من أتى الله بقلب سليم) * (2).
وأما الأمن المطلق فلعل المراد به طمأنينة النفس بحصول راحة الأنس، وسكينة الوثوق، فإن السالك ما دام في سيره إلى الحق يكون مضطربا غير مستقر الخاطر لخوف العاقبة، وما يعرض في أثناء السير من العوارض العائقة عن الوصول.
فإذا هب نسيم العناية الأزلية، وارتفعت الحجب الظلمانية، واندكت جبال التعينات الرسمية، تنور القلب بنور العيان، وحصلت الراحة والاطمئنان، وزال الخوف، وظهرت تباشير الأمن والأمان.
وهذان المقامان - أعني: مقامي الأمن والسلامة - من مقامات أصحاب النهايات، لا من أحوال أرباب البدايات، وقد أشار إليهما مولانا وأمامنا أمير المؤمنين عليه السلام الذي إليه تنتهي سلسلة أهل الحقيقة والعرفان سلام الله عليه وعلى من ينتسب إليه في كلام له عليه السلام أورده السيد الرضي (3) رضي الله عنه في نهج البلاغة، وهو قوله عليه السلام في وصف من سلك طريق الوصول