" دأب " بإسكان الهمزة وقد تحرك، ودؤب بضمتين (1).
" والسرعة ": كيفية قائمة بالحركة، بها تقطع من المسافة ما هو أطول في زمان مساو أو أقصر، وما هو مساو في زمن أقصر.
ووصفه عليه السلام القمر بالسرعة ربما يعطي بحسب الظاهر أن يكون المراد سرعته باعتبار حركته الذاتية، وهي التي يدور بها على نفسه.
وتحرك جميع الكواكب بهذه الحركة مما قال به جم غفير من أساطين الحكماء، وهو يقتضي كون المحو المرئي في وجه القمر شيئا غير ثابت في جرمه، وإلا لتبدل وصفه، كما قاله سلطان المحققين (2) قدس الله روحه في شرح الإشارات (3)، وستسمع فيه كلاما إن شاء الله.
والأظهر أن ما وصفه به عليه السلام من السرعة إنما هو باعتبار حركته العرضية التي بتوسط فلكه، فإن تلك الحركة على تقدير وجودها غير محسوسة ولا معروفة، والحمل على المحسوس المتعارف أولى.