سبق.
الخامس: أن أجراما صغيرة نيرة مركوزة في جرم الشمس، أو في فلكها الخارج المركز، بحيث تكون متوسطة دائما بين جرم الشمس والقمر، وهي مانعة من وقوع شعاع الشمس على مواضع المحو من القمر، وهذا الوجه للمدقق الخفري (1) أورده في شرح التذكرة (2)، ومنتهى الإدراك (3) واستحسنه.
وأقول: فيه نظر، فإن تلك الأجرام إن كانت صغيرة جدا، تلاقت الخطوط الخارجة من حولها إلى القمر بالقرب منها، ولم يصل ظلها إليه، وإن كان لها مقدار يعتد به بحيث يصل ظلها إلى جرم القمر فوصوله إلى سطح الأرض في بعض الأوقات كوقت الاستقبال أولى، فكان ينبغي أن يظهر على سطح الأرض كما يظهر ظل الغيم ونحوه، وليس فليس، والله أعلم بحقائق الأمور.
خاتمة:
ما مر من أن اكتساب النور من الشمس مختص بالقمر لا يشاركه فيه غيره من الكواكب هو القول المشهور (4)، وعليه الجمهور فإنهم مطبقون على أن أنوار ما عداه من الكواكب ذاتية غير مكتسبة من الشمس، واستدلوا على ذلك: بأنها لو استفادت النور من الشمس لظهر فيها التشكلات البدرية والهلالية، بالبعد