تبيان:
لا يخفى أن حكمهم بأن نور القمر مستفادا من الشمس ليس مستندا إلى مجرد ما يشاهد من اختلاف المتشكلات النورية بقربه وبعده عن الشمس، فإن هذا وحده لا يوجب ذلك الحكم قطعا، بل لا بد مع ذلك من ضم أمور آخر، كحصول الخسوف عند توسط الأرض بينه وبين الشمس، إلى غير ذلك من الأمارات التي يوجب اجتماعها ذلك الحكم، لجواز أن يكون نصفه مضيئا من ذاته ونصفه مظلما، ويدور على نفسه بحركة مساوية لحركة فلكه.
فإذا تحرك بعد المحاق يسيرا رأيناه هلالا، ويزداد فنراه بدرا، ثم يميل نصفه المظلم شيئا فشيئا إلى أن يؤول إلى المحاق.
أقول: وهذا هو مقصود ابن الهيثم (1) بلا شك ومرية، لا ما ظنه صاحب حكمة العين (2) حيث قال: زعم ابن الهيثم: أن القمر كرة نصفها مضئ