الرؤية فيها مقاطعة لدائرة النور، ولم لا يجوز أن لا تقع أبدا إلا داخلها؟ إما موازية لها إذا كان الكوكب على سمت الرأس في مقابلة الشمس، أو غير موازية إما مماسة لها كما لعله يتفق في التربيع، أو غير مماسة كما في غيره.
ولا يندفع هذا إلا إذا ثبت تقاطع الدائرتين على سطح الكوكب كما في القمر، ودون ثبوته خرط القتاد (1).
ثم إن الذي ما زال يختلج بخاطري: أن القول بعدم الفرق بين القمر وسائر الكواكب في أن أنوار الجميع مستفادة من الشمس غير بعيد عن الصواب، وقد ذهب إليه جماعة من أساطين الحكماء، ووافقهم الشيخ السهروردي (2) حيث قال في الهياكل: إن رخش - يعني الشمس - قاهر الغسق، رئيس السماء، فاعل النهار، صاحب العجائب، عظيم الهيئة، الذي يعطي جميع الأجرام ضوءها، ولا يأخذ منها (3). هذا كلامه.
وقد ذهب الشيخ العارف محيي الدين بن عربي (4) أيضا إلى هذا القول،