وروى يونس عن بعض العرب نصبه، قال سيبويه 11: هي خبيثة قليلة ، قال، ومع ذلك، لا يجوز هذا النصب الضعيف في المعرف، إلا إذا كان غير معين ، ليكون في موضع الحال، كما في: الجماء الغفير، وأما إذا أردت بالعبيد عبيدا معينة، فلا يجوز فيه إلا الرفع، كما في قولك: أما البصرة فلا بصرة لك، وأما أبوك فلا أبا لك، أقول: أما الحمل على الحال في مثله فضعيف، ولا معنى له، بل هو على أنه مفعول به لما بعد الفاء، لأن معنى ذو عبيده: أي يملكهم، وذلك، كما روى الكسائي: أما قريشا فأنا أفضلهم، أي أغلبهم في الفضل، وقولهم: أما أن يكون عالما فهو عالم، (أن) فيه مبتدأ، أي: أما كونه عالما فحاصل، والخبر مدلول ما بعد الفاء، وكذا قولهم: أما أن لا يكون عالما فهو عالم، أي: أما عدم كونه عالما فليس بحاصل، وقال سيبويه 2: (لا) في: أن لا يكون، زائدة، كما في قوله: (لئلا يعلم أهل الكتاب) 3، وفي الصور التي ذكرتها خبط كثير للنجاة، وهذا الذي ذكرته أقرب عندي، وقد تحذف (أما) لكثرة الاستعمال نحو قوله تعالى: (وربك فكبر، وثيابك فطهر، والرجز فاهجر) 4، و: (هذا، فليذوقوه) 5، و: (فبذلك فليفرحوا) 6 ، وإنما يطرد ذلك، إذا كان ما بعد الفاء أمرا أو نهيا، وما قبلها منصوب به أو بمفسر به ، فلا يقال:
،