(قال الرضي:) الإفضاء: الوصول، والباء بعده للتعدية، أي لايصال فعل... والمراد بايصال الفعل إلى الاسم: تعديته إليه، حتى يكون المجرور مفعولا به لذلك الفعل فيكون منصوب المحل، فلذا جاز العطف عليه بالنصب في قوله تعالى: (وأرجلكم) 1، ويسميها بعضهم حروف الإضافة، لهذا المعنى، أي تضيف الأفعال إلى الأسماء أي توصلها إليها، ومن هذا سميت حروف الجر، لأنها تجر معناها إليها، والأظهر أنه قيل لها حروف الجر، لأنها تعمل إعراب الجر، كما سميت بعض الحروف حروف الجزم، وبعضها حروف النصب، وأراد بقوله: شبه الفعل: اسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، والمصدر، كما ذكرنا في الحال 2، نحو: مررت بزيد، وأنا مار بزيد، وزيد ممرور به، ومروري بزيد حسن، وزيد بعيد عن الأذى، ويعني بمعناه: الظرف، والجار والمجرور نحو قولك: زيد عندك أو في الدار لاكرامك، فاللام في: لإكرامك، يعدي الظرف إلى إكرامك، وهو في الحقيقة معد للفعل المقدر، أو لشبهه، وذلك لأن التقدير: زيد استقر أو مستقر، لكن لما سد الظرف مقام 3 الفعل أو شبهه، جاز أن يقال: إن الجار معد للظرف، وكذا في:
يا زيد، فإن (يا) قائم مقام أنادي، وأورد المصنف لتمثيل تعديته معنى الفعل: هذا في الدار أبوه 4، ولا أراه من ذلك ،