لأن: في الدار، حال، والعامل فيه معنى الإشارة، كما في: (وهذا بعلي شيخا) 1، ولو صرحت بما هو معناه لقلت: أشير إليه في الدار، أي كائنا في الدار، فلفظ أشير، يعمل النصب في لفظ (في الدار) لكونه حالا، لقيامه مقام الحال المحذوف، وعمل الشئ في الحال غير عمله في المفعول به، وكلامنا في عمل معنى الفعل في المفعول به بواسطة الحرف، وعمل الفعل أو شبهه أو معناه في الحال لا يحتاج إلى حرف الجر، ومن أمثلة تعدية الحرف لمعنى الفعل قولهم: أين أنت مني، لأن معنى أين: أنت بعدت، وقد مضى الكلام على ما اختلف فيه، هل هو حرف جر، أو، لا، من:
لولا، وكي، ولات 2، وقد اختلف في (لعل) وسيجئ الكلام عليه، قال المصنف: فالعشرة الأول، لا تكون إلا حروفا، والخمسة التي تليها تكون حروفا وأسماء، والثلاثة البواقي تكون حروفا وأفعالا، قال: ولم أعد (على) اسما وفعلا وحرفا، لأني أراعي في العد أن يكون بين الكلمتين المتخالفتين في النوع، المتماثلتين في اللفظ توافق وتناسب من حيث المعنى، كتشارك (على) الحرفية والاسمية في معنى العلو، فلهذا لم أعد (من) فعلا أيضا، مع أنه يكون أمرا من:
مان يمين، وكذا (في) مع كونه أمرا للمؤنث من وفي بفي، و (له) أمرا من: ولي يلي، وكذا، لم أعد (إلى) اسما، مع كونه يجئ بمعنى النعمة 3، كل ذلك لاختلاف المعنيين، قال: وأراعي، أيضا، في العد، مع التشارك في المعنى: التساوي في أصل الوضع، و (على)، إذا كان فعلا يكتب بالألف وأصله الواو، بخلافه إذا كان اسما أو حرفا، وكذا (من) و (في)، و (له) أفعالا، أصلها: امين، وأوفى، واولى، ،