ولا يمتنع اعتراض (نعم) بذيوله 1، بين العامل ومعموله، لأنها كالجملة الاعتراضية، نحو قولك: أبصرت، ونعم الرجل هو، زيدا، ويجوز بالفاء، نحو: فنعم الرجل هو، قوله: (وساء مثل بئس)، نحو: (ساء مثلا القوم)، اعلم أنه يلحق بنعم وبئس:
كل ما هو على فعل بضم العين، بالأصالة نحو: ظرف الرجل زيد، أو بالتحويل إلى الضم من فعل أو فعل، نحو: رموت اليد يده، وقضو الرجل زيد، بشرط تضمينه معنى التعجب، ولهذا كثر انجرار فاعل هذا الملحق بالباء، وذلك لكونه بمعنى: أفعل به، نحو: ظرف زيد، أي: أظرف به، ويكثر، أيضا، استغناؤه عن الألف واللام، كقوله تعالى: (وحسن أولئك رفيقا) 2، ورفيقا، تمييز لإبهام أولئك وقيل حال، ونحو قوله:
754 - فعدت له وصحبتي بين ضارج * وبين العذيب بعد ما متأملي 3 (ما) فيه زائدة، وكذا في قولهم: شد ما أنك ذاهب، و (أن) فاعل (شد )، ويجوز أن تكون (ما) فيهما، كما في: نعما، ومتأملي و (أن) 4 مخصوصان، ويضمر فاعل (فعل) المذكور، كثيرا، على وفق ما قبله، نحو: جاءني الزيدان وكرما، أي: ما أكرمهما، ولم يجز ذلك في نعم وبئس، وذلك لعدم عراقته في المدح والذم وكونه كفعل التعجب معنى، قوله: (ومنها حبذا، وفاعله ذا)، أصل (حب): حبب، كظرف، أي:
صار حبيبا، فأدغم كغيره 5، وألزم منع التصرف، لما ذكرنا في نعم وبئس، قوله: (ولا يتغير)، يعني: لا يثني (ذا) ولا يجمع ولا يؤنث، بل يقال: حبذا الزيدان، وحبذا ،