شرح الرضي على الكافية - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ١٦٠
أما الاستفهام، ولام الابتداء، وما، وإن، النافيتان، فللزوم وقوعها في صدر الجمل وضعا، فأبقيت الجمل التي دخلتها على الصورة الجملية، رعاية لأصل هذه الحروف، وإن كانت في تقدير المفرد، وأما دخول لام الابتداء في المفرد، نحو: إن زيدا لقائم، فلضرورة ملجئة إليه، وهي اجتماع إن واللام، كما يجئ، وأما (لا) الداخلة على الجملة الاسمية فإنما كانت معلقة، لأنها لاء 1 التبرئة المشابهة لأن المكسورة اللازم دخولها على الجمل، ومن المعلقات: إن المكسورة، إذا لم يمكن فتحها، وذلك إذا جاء في حيزها لام الابتداء، نحو: علمت إن زيدا لقائم، فإن اللام لا تدخل إلا مع المكسورة، كما يجئ، وأما إذا تجردت (ان) عن اللام فإنها لا تعلق، لإمكان فتحها، وجعلها معمولة لفعل القلب، وذلك لأن المنصوبين بعد فعل القلب في تأويل المصدر، فإذا أمكنك جعل (أن) حرفا مصدريا معمولا لفعل القلب بأن تفتح همزها، فهو أولى من عزل العامل بكسر (إن) عن عمله، وأما قوله:
700 - ولقد علمت لتأتين منيتي * إن المنايا لا تطيش سهامها 2 فإنما أجرى (لقد علمت)، مجرى القسم، لتأكيده للكلام، لأن فيه اللام المفيدة للتأكيد، مع (قد) المؤكدة، وفي علمت معنى التحقيق فصار كقوله:
إني لأمنحك الصدود وإنني * قسما إليك مع الصدود لأميل 3 - 89 ،

(1) تقدم توجيهه وهو أنه قصد لفظ لا، وإعرابها، فضعف ثانيها وأبدل همزة، (2) في سيبويه ج 1 ص 456 نسبة هذا البيت إلى لبيد بن ربيعة، ووافقه الأعلم في شرح الشواهد، والموجود في معلقة لبيد، في وصف بقرة غافلتها الذئاب فأخذت ولدها: هو قوله:
صادفن منها غرة فأصبنه * إن المنايا لا تطيش سهامها وقال البغدادي: ليس في شعر لبيد ما هو على هذا الروي الا المعلقة، (3) من قصيدة جيدة للأصوص الأنصاري وتقدم ذكره في باب المفعول المطلق من الجزء الأول
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست