فلا فائدة في ذكرهما من دون المفعولين، وأما مع القرينة، فلا بأس بحذفهما، نحو:
من يسمع يخل، أي: يخل مسموعه صادقا، وقال:
696 - بأي كتاب أم بأية سنة * ترى حبهم عارا علي وتحسب 1 وهذا، أيضا من خواص هذه الأفعال، وأما حذف أحدهما دون الآخر، فلا شك في قلته، مع كونهما في الأصل مبتدأ وخبرا، وحذف المبتدأ والخبر، مع القرينة غير قليل، وسبب القلة ههنا، أن المفعولين معا كاسم واحد، إذ مضمونهما معا هو المفعول به في الحقيقة، كما تكرر ذكره، فلو حذفت أحدهما، كان كحذف بعض أجزاء الكلمة الواحدة، ومع هذا كله، فقد ورد ذلك مع القرينة، أما حذف المفعول الأول، فكما في قوله تعالى: (ولا يحسبن الذين)، بالياء، إلى قوله: (هو خيرا لهم) 2، أي: بخلهم هو خيرا لهم، وأما حذف المفعول الثاني، فكما في قوله:
لا تخلنا على غرائك، إنا * ظالما قد وشى بنا الأعداء 3 - 48 أي: لا تخلنا أذلة، على إغرائك الملك بنا، قوله: (ومنها أنه يجوز الإلغاء)، الفرق بين التعليق والإلغاء مع أنهما بمعنى إبطال العمل: أن التعليق: ابطال العمل لفظا لا معنى، والالغاء: إبطال العمل لفظا ومعنى، فالجملة مع التعليق في تأويل المصدر، مفعولا به للفعل المعلق، كما كان كذلك قبل ،