زيد، فاعراب الجزأين إعراب الاسم الواحد، أي ذلك المفعول الحقيقي، فلذلك يدخل على هذين الجزأين (أن) الجاعلة للجزأين في تقدير جزء واحد، ولم يدخل على الجزأين بعد (كان) وأخواتها، وإن كانا، أيضا، بتقدير المفرد كهذين الجزأين المنصوبين، المقتضى للمفعول، إما أفعال القلوب أو غيرها، فأفعال القلوب على أضرب: إما للظن فقط، وهي حجا يحجو، بمعنى ظن، وخال يخال، وحسب يحسب، وكذا، هب، غير متصرف، فإذا كانت الأفعال بالمعنى المذكور، ووليها الاسمية مجردة من (أن)، نصبت جزأيها، فإن كان (حجا) بمعنى غلب، أو قصد، أو غير ذلك، وخال بمعنى:
اختال، وهب، أمرا من الهبة، أو كانت الاسمية مصدرة بأن، لم تنصب المفعولين، وكذا جميع أفعال القلوب المذكورة في المتن: تنصب المفعولين إذا وليها الاسمية غير مصدرة بأن، ويستعمل (أرى) الذي هو ما لم يسم فاعله من أرى، عاملا عمل (ظن) الذي هو بمعناه، ولم يستعمل بمعنى (علم) وإن كانت أريت بمعنى: أعلمت، وإما لليقين فقط 1، وهو (علم) بمعنى (عرف)، ولا يتوهم أن بين ( علمت) و (عرفت) فرقا معنويا، كما قال بعضهم، فإن معنى، علمت أن زيدا قائم، و:
عرفت أن زيدا قائم: واحد، إلا أن: (عرف) لا ينصب جزأي الجملة الاسمية كما ينصبها (علم)، لا لفرق معنوي بينهما، بل هو موكول إلى اختيار العرب، فإنهم قد يخصون أحد المتساويين في المعنى بحكم لفظي دون الآخر، وأجاز هشام 2، إلحاق (عرف)، و (أبصر)، بعلم في نصب المفعولين ، ،