وقول الجزولي أقرب، لأن إعلال الكلمة بالنظر إلى نفسها أولى من حملها في العلة 1 على غيرها، والمصنف إنما اختار حذف الكسرة لاستبعاد نقل الحركة إلى متحرك، ولا بعد فيه، على ما بينا، وأما الاشمام فهو فصيح، وإن كان قليلا، وحقيقة هذا الاشمام: أن تنحو بكسرة فاء الفعل نحو الضمة، فتميل الياء الساكنة بعدها نحو الواو قليلا، إذ هي تابعة لحركة ما قبلها، هذا هو مراد القراء والنحاة بالاشمام في هذا الموضع، وقال بعضهم: الاشمام ههنا كالاشمام حالة الوقف أعني ضم الشفتين فقط، مع كسر الفاء كسرا خالصا،.
وهذا خلاف المشهور عند الفريقين 2، وقال بعضهم: هو أن تأتي بضمة خالصة بعدها ياء ساكنة 3، وهذا أيضا، غير مشهور عندهم، لأن الاشمام عندهم ههنا حركة بين حركتي الضم والكسر، بعدها حرف بين الواو والياء، قال المصنف: والغرض من الاشمام: الإيذان بأن الأصل الضم في أوائل هذه الحروف، وإنما نبهوا على الضم الأصلي ههنا، بخلاف نحو: بيض، في جمع أبيض، لأنهم قصدوا بهذا الاشمام: التنبيه على هذا الوزن المستبعد في الأسماء لتحيل الغرض المذكور قبل 4، فإذا سقطت العين في المبني للمفعول باتصال الضمير المرفوع، فإن قامت قرينة، جاز لك إخلاص الضم في الواوي، وإخلاص الكسر في اليائي، نحو:
عدت يا مريض، وبعت يا عبد، وإن لم تقم، نحو: بعت، وعدت، فالأولى أنه لا بد لك في الواوي من اخلاص الكسر أو الاشمام، وفي اليائي من إخلاص الضم أو الإشمام، لئلا يلتبس بالمبني للفاعل، ،