لكن لا يقع عليها اسم المتعدي إذا أطلق، بل يقال: هي لازمة، وهذا كما ذكرنا في الأمر وأمر الغائب 1، ولا خلاف عندهم أن باب فعل، كله لازم، مع أن قرب وبعد، منه 2، وهو يتعدى إلى المفعول بحرف الجر، ولا يبعد أن يرسم المتعدي بأنه: الذي يصح أن يشتق منه 3 اسم مفعول غير مقيد على ما ذكرنا في حد المفعول به، ويرسم اللازم بأنه الذي لا يصح أن يشتق منه ذلك، واعلم أنه قيل في بعض الأفعال إنه متعد بنفسه مرة، ومرة: انه لازم، متعد بحرف الجر، وذلك إذا تساوى الاستعمالان، وكان كل واحد منهما غالبا 4، نحو: نصحتك ونصحت لك، وشكرتك وشكرت لك، والذي أرى: الحكم بتعدي مثل هذا الفعل مطلقا، إذ معناه مع اللام، هو معناه من دون اللام، والتعدي واللزوم بحسب المعنى، وهو بلا لام: متعد إجماعا، فكذا مع اللام، فهي، إذن، زائدة، كما في: (ردف لكم) 5، إلا أنها مطردة الزيادة في نحو:
نصحت وشكرت، دون (ردف)، فإن كان تعديه بنفسه قليلا، نحو: أقسمت الله، أو مختصا بنوع من المفاعيل، كاختصاص (دخلت) بالتعدي إلى الأمكنة، وأما إلى غيرها فبقي، نحو : دخلت في الأمر، فهو لازم حذف منه حرف الجر 6، ،