بخلاف أسماء حروف المعجم، فإنها لم توضع إلا لتستعمل مفردات لتعليم الصبيان ومن يجري مجراهم، موقوفا عليها، فإذا استعملت مركبة مع عاملها فقد خرجت عن حالها الموضوعة لها، فلا تحكى، وإنما وجب إعراب الكلمة المبنية إذا سمي بها غير اللفظ ولم تجز حكايتها كما جاز ت إذا سميت بها اللفظ، لأنك لم تراع، إذن، أصل معناها الذي كانت بسببه مبنية أصلا، بل أخرجتها عنه بالكلية، وأما إذا جعلتها اسما للفظ، فإنك تراعي معناها من وجه، وذلك أن معنى: ان تنصب وترفع، أي: أن التي معناها التحقيق تنصب وترفع، فلك، إذن، نظر إلى أصل معناها، والدليل على أن المد في نحو قولك هذه باء: مزيد، ولم يكن في أصل الوضع، قولك في الأفراد: با، تا، ثا، بلا مد، وما وضع على ثلاثة، يكون في حال الأفراد، أيضا، كذلك، كزيد، عمرو، بكر، 1 وسيبويه 2، جعل: أبا جاد، وهوازا، وحطيا، بياء مشددة: عربيات فهي، إذن، منصرفة، وجعل: سعفص، وكلمون، وقريشيات: أعجميات فلا تصرف للعلمية والعجمة، وإنما جعل الأول عربية، لأن: أبا جاد، مثل أبي بكر، وجاد، من الجواد، وهو العطش، وهواز، من هوز الرجل أي مات، وحطي من حط يحط، وقال المبرد: يجوز أن تكون كلها أعجميات، قال السيرافي: لا شك أن أصلها أعجمية، لأنها كان يقع عليها تعليم الخط بالسريانية، وقريشيات يدخلها التنوين كما في: عرفات، وتعريفها من حيث كونها اعلاما للفظ، إذا ركبتها مع العامل نحو: اكتب كلمون، أي هذا اللفظ أو هذه الكلمة،
(٢٧١)