الصحاح - الجوهري - ج ٣ - الصفحة ١١٤٩
وفى الحديث: " أنا فرطكم على الحوض ". ومنه قيل للطفل الميت: " اللهم اجعله لنا فرطا " أي أجرا يتقدمنا حتى نرد عليه.
والفارطان: كوكبان متباينان أمام سرير بنات نعش.
وفارطت القوم مفارطة وفراطا، أي سابقتهم. وهم يتفارطون. قال بشر:
ينازعن الأعنة مصغيات * كما يتفارط الثمد الحمام (1) * وتكلم فلان فراطا، أي سبقت منه كلمة.
والماء الفراط: الذي يكون لمن سبق إليه من الاحياء.
وأمر فرط، أي مجاوز فيه الحد. ومنه قوله تعالى: {وكان أمره فرطا}.
والفرط أيضا: واحد الافراط، وهي آكام شبيهات بالجبال. يقال: البوم تنوح على الافراط.
عن أبي نصر. قال وعلة الجرمي:
وهل سموت بجرار له لجب * جم الصواهل بين السهل والفرط (2) * وأمر فرط أيضا، أي متروك.
وأفراط الصبح: أول تباشيره.
والفرط: الفرس السريعة التي تتفرط الخيل، أي تتقدمها. قال لبيد:
ولقد حميت الحي (1) تحمل شكتي * فرط وشاحي إذ غدوت لجامها * وفرطته: تركته وتقدمته. وقول ساعدة ابن جؤية:
* معه سقاء لا يفرط حمله (2) * أي لا يتركه ولا يفارقه. قال الخليل: فرط الله عنه ما يكره، أي نحاه. وقلما يستعمل إلا في الشعر. قال مرقش (3):
يا صاحبي تلبثا لا تعجلا * وقفا بربع الدار كيما تسألا (4) * فلعل بطأ كما يفرط سيئا * أو يسبق الاسراع خيرا مقبلا (5) * وفلان لا يفترط إحسانه وبره، أي لا ينقرض ولا يخاف فوته.

(1) في المفضليات:
* يبارين الأسنة مصغيات * يتفارط: يتوارد شيئا بعد شئ، والثمد: الماء القليل. والثمد والثمد واحد. ويروى: " الثمد الحيام ".
(2) وقبله:
سائل مجاور جرم هل جنيت لهم * حربا تفرق بين الجيرة الخلط * (1) ويروى: " ولقد حميت الخيل ".
(2) وعجزه:
* صفن وأخراص يلحن ومسأب * (3) الأكبر.
(4) في المفضليات:
* إن الرحيل رهين أن لا تعذلا * وفيها: " تلوما لا تعجلا ".
(5) وفيها: " سبيا مقبلا ".
(١١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1144 1145 1146 1147 1148 1149 1150 1151 1152 1153 1154 ... » »»
الفهرست