قعب (1) لخشيت أن يذهب بعلاقته (2) اللهم إني قد مللتهم وملوني، وسئمتهم وسئموني فأبدلني بهم خيرا منهم، وأبدلهم بي شرا مني، اللهم مث في قلوبهم كما يماث الملح في الماء أما والله لوددت ان لي الف فارس من بني فرس ابن غنم (3):
هنا لك لو دعوت أتاك منهم * فوارس مثل أرمية الحميم ثم نزل عن المنبر (4) وهو غارق بالهموم والأحزان قد استولى الياس على نفسه من أصحابه الذين أصبحوا أعصابا رخوة خالية من الشعور والاحساس هذه بعض الغارات التي شنها معاوية على العراق وخارجه من الأقاليم الاسلامية الخاضعة لحكم الامام، وكان المقصود منها زعزعة هذه المناطق من ايمانها بمقدرة الامام على حمايتها من الاعتداء، وإذاعة مقدرة معاوية وقوته العسكرية، وتقوية الروح المعنوية في جيشه، وحزبه المنتشر في تلك البلاد.
وعلى أي حال فقد صورت هذه الغارات جانبا كبيرا من الضعف والتمرد في جيش الامام، حتى طمع معاوية في شن هجوم عام على العراق لاحتلاله، والقضاء على حكومة الامام، ومن المؤكد أنه لو فعل ذلك لوجد الطريق سهلا، ولم يجد أية صعوبة أو مقاومة تذكر، فقد خلد القوم إلى الراحة، وسئموا من الجهاد.