وكانت قضاعة قد أنست في المسلمين الضعف بعد وفاة الرسول عليه السلام، وهم لم يسلموا رغبة في الإسلام واهتداء بهديه. بل دخلوا في هذا الدين ككثير من القبائل تحت عوامل الخوف، أو طمعا في مال أو جاه يصيبونه. فلم يكن قد تمكن الإسلام من قلوبهم. فلما أنفذ إليهم أبو بكر الصديق هذا الجيش تحت قيادة عمرو بن العاص سار عمرو بجيشه في الطريق الذي سلكه من قبل حتى وصل إلى بلاد قضاعة فأعمل السيف في رقابهم، وغلبهم على أمرهم، وأرغمهم على أداء الزكاة والرجوع إلى الإسلام وعاد أمير المؤمنين حاملا لواء النصر والظفر.
(٦٢)