العقل بالملكة وهو الأول من الأخريين، ثم العقل المستفاد وهو الثاني من الأخريين، ثم العقل الفعال وهو الثاني من الأوليين، وزاد بعضهم العقل بالفعل قبل العقل الفعال، فجعلها خمسة، وزاد بعضهم بالنسبة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) عقلا سادسا وهو العقل الكلي.
وأول دخول العقل في الإنسان عند ابتداء إنشاء روحه وهو جنين، ثم لا يزال ينمو إلى أن يكمل البلوغ، وقيل: إبتداء دخوله عند البلوغ وتكميله عند أربعين، والظاهر أن كلاهما صحيح، والأولى من القوة والثاني من ابتداء الفعل بالمعنى الأعم إلى زمان الكمال.
وبالجملة فاطلاق العقل بالنسبة إلى كل أحد ينصرف إلى النوع الكامل من عقوله، وفي الحديث: ((إذا تم العقل نقص الكلام)) (1)، قيل: وذلك لضبط العقل إياه.
وفيه: ((نوم العاقل أفضل من سهر الجاهل)) (2) فإنه لا فائدة فيه.
وفيه: ((ليس بين الإيمان والكفر إلا قلة العقل)) (3).
وفيه: ((العقل غطاء ستير)) (4) أي ساتر للعيوب.
وفي حديث علي (عليه السلام): ((العقل شرع من داخل، والشرع عقل من خارج)) (5) إلى غير ذلك مما ورد في فضله.
ثم إن معقول كلمة التوحيد هو المعنى الذي يتعقل منها، ولمعناها نور واضح، وبرهان لائح في الأذهان عند التفكر فيه، إذ لكل حق حقيقة، ولكل صواب نور، فالمعنى ان الله تعالى قد جعل لمعنى هذه الكلمة في عالم التفكر المتعلق به نورا به يتنور القلب، ويتضح سبيل الحق لما هو ظاهر من مطابقة معناها للواقع مع جبلة